استعداده من حيث تشخّصه ولا أبعد الأجناس ولا أقرب الأصناف.
______________________________________________________
استعداده) أي : استعداد المستصحب للبقاء (من حيث تشخّصه) فإذا أردنا ان نستصحب بقاء زيد فمن المعلوم : ان الافراد مختلفون في البقاء قصرا وطولا ، فلا ينضبط الاستصحاب على إرادة ذلك من جهة انا لا نعرف هل في زيد مثلا استعداد البقاء طويلا حتى يعيش طويلا ، أو قصيرا حتى لا يعيش إلّا قصيرا.
(ولا) يستقيم أيضا إرادة استعداد المستصحب من حيث (أبعد الأجناس) بالنسبة إليه ، وأبعد الأجناس هو : الممكن القار أو مطلق الممكن ، فان الممكن هو أبعد الأجناس بالنسبة إلى الممكنات.
وإنّما لا يستقيم ذلك لأن القدر المشترك بين افراد هذا الجنس هو : استعداد البقاء لحظة على ما يقولونه في بعض الخلايا الحيّة ، وهذا القدر المشترك متيقن ، فلا نحتاج فيه إلى الاستصحاب ، والزائد عليه مشكوك فلا ينضبط فيه الاستصحاب ، لأن الاستعداد في هذا الممكن يتراوح بين ما يعيش لحظة ، وبين ما يعيش مليارات من السنوات.
(ولا) يستقيم أيضا إرادة تعداد المستصحب من حيث (أقرب الأصناف) بالنسبة إليه ، وذلك لاختلاف الأصناف من حيث الاستعداد طولا وقصرا ، فالصنف الأفريقي مثلا يعيش سبعين سنة ، والآسيوي يعيش ثمانين وهكذا ، فلا ينضبط فيه الاستصحاب حتى بملاحظة استعداد أفراد أقرب الأصناف ، لأن كل فرد داخل في أصناف متعدّدة ، كالصنف الحار المزاج ، أو البارد المزاج ، والصنف المتولّد من أبوين ضعيفين ، أو قويّين ، وهكذا.