ولا في الزمانيّ الذي لا استقرار لوجوده ، بل يتجدّد شيئا فشيئا على التدريج ، وكذا في المستقرّ الذي يؤخذ قيدا له.
إلّا أنّه يظهر من كلمات جماعة جريان الاستصحاب في الزمان ، فيجري في القسمين الأخيرين بطريق أولى ،
______________________________________________________
الليل حتى يحرم عليه الأكل أم لا حتى لا يحرم عليه؟ إلى غير ذلك من أمثلة الزمان فانه لا يجري الاستصحاب فيه.
(ولا) يجري الاستصحاب أيضا (في الزمانيّ الذي لا استقرار لوجوده ، بل يتجدّد شيئا فشيئا على التدريج) مثل : سيلان الدم في المرأة ، وسيلان النبع في الماء الذي إذا انقطع نبعه صار قليلا ، فان الدم السائل في اللحظة الثانية غير الدم في اللحظة الاولى ، وكذلك الماء النابع في اللحظة الثانية غير الماء الذي نبع في اللحظة الاولى ، وهكذا يكون التكلم والكتابة وما أشبه ذلك.
(وكذا) لا يجري الاستصحاب أيضا (في المستقرّ الذي يؤخذ) الزمان (قيدا له) مثل : وجوب الصوم مقيّدا بيوم الجمعة ، فإذا شك في وجوب الصوم عليه يوم السبت وعدم وجوبه ، لا يجري فيه الاستصحاب ، لوضوح : ان الصوم يوم الجمعة غير الصوم يوم السبت.
(إلّا أنّه يظهر من كلمات جماعة) من العلماء : (جريان الاستصحاب في الزمان ، فيجري) الاستصحاب (في القسمين الأخيرين) أي : ما كان زمانيا أو كان الزمان قيدا له (بطريق أولى) فان عدم الجريان فيهما تابع لعدم الجريان في نفس الزمان ، فإذا جرى في الزمان كان الجريان فيهما أولى بنظر العرف.
والحاصل : ان عدم الجريان في الزمان والزماني إنّما هو لانقطاع الوجود السابق والشك في تجدّد اللاحق ، فلا يصدق البقاء على المشكوك ، والجريان إنّما هو