نعم ، لو اخذ المستصحب مجموع الليل أو النهار ولوحظ كونه أمرا خارجيا واحدا وجعل بقاؤه وارتفاعه عبارة عن عدم تحقق جزئه الأخير وتجدّده أو عن عدم تجدّد جزء مقابله وتجدّده ، لأنّ بقاء كلّ شيء في العرف بحسب ما يتصور العرف له من الوجود ، فيصدق : أنّ الشخص كان
______________________________________________________
(نعم ، لو اخذ المستصحب مجموع الليل أو النهار) لا خصوص الآن المشكوك ، وذلك بان لم نقسّم النهار أو الليل إلى آنات متعدّدة ، بل أخذنا الليل أو النهار وحدة واحدة (ولوحظ كونه) أي : كون هذا المجموع (أمرا خارجيا واحدا) فان العرف يرى النهار بجميع آناته المضيئة شيئا واحدا ، والليل بجميع آناته المظلمة شيئا واحدا ، لا إنه يراه متعدّدا.
هذا (وجعل بقاؤه) أي : بقاء الليل ـ مثلا ـ (وارتفاعه عبارة عن عدم تحقق جزئه الأخير) فما لم يتحقق الجزء الأخير من الليل يستصحب بقاء الليل (و) عند (تجدّده) أي : تجدّد الجزء الأخير من الليل بان يعلم بتجدّده يرتفع الليل ، فليس له ان يستصحب الليل.
(أو) جعل بقاء الليل ـ مثلا ـ عبارة (عن عدم تجدّد جزء مقابله) وهو النهار ، فما لم يتجدّد جزء النهار يستصحب بقاء الليل (و) عند (تجدّده) أي : تجدّد جزء النهار بان يعلم بتجدّده يرتفع الليل ، فليس له أن يستصحب الليل.
وإنّما يجعل بقاء الليل ـ مثلا ـ وارتفاعه عبارة عما قلناه (لأنّ بقاء كلّ شيء في العرف بحسب ما يتصور العرف له من الوجود) فالعرف يتصور مجموع النهار شيئا واحدا ، ومجموع ما يقابله من الليل شيئا واحدا.
والحاصل : انه إذا لوحظ الليل أو النهار كذلك (فيصدق : أنّ الشخص كان