على يقين من وجود الليل فشك فيه ، فالعبرة بالشك في وجوده العلم بتحققه قبل زمان الشك وإن كان تحققه بنفس تحقّق زمان الشك ، وإنّما وقع التعبير بالبقاء في تعريف الاستصحاب بملاحظة هذا المعنى في الزمانيات ، حيث جعلوا الكلام
______________________________________________________
على يقين من وجود الليل فشك فيه) فيستصحب وجود الليل ، كما إنه يصدق عليه : بانه كان على يقين من عدم وجود النهار فيستصحب عدم وجود النهار.
وعلى هذا : (فالعبرة) في استصحاب الزمان كالليل أو النهار إنّما هو (بالشك في وجوده) أي : في وجود الزمان بعد (العلم بتحققه) أي : بتحقق ذلك الزمان واليقين بوجوده (قبل زمان الشك) فيه.
وعليه : فإذا علم ـ مثلا ـ بوجود الليل ، ثم شك في انه هل انقضى أم لا؟ فانه يكفي في استصحاب الليل مجرّد مثل هذا الشك ، لتمامية أركان الاستصحاب فيه حتى (وإن كان تحققه) أي : تحقق وجود الليل (بنفس تحقّق زمان الشك) لا شيء واقع في زمان الشك كما في الزمانيات.
مثلا : لو شك في نهار شهر رمضان في بقاء النهار ، فان وجود النهار في آن الشك يكون بنفس حدوث هذا الآن المشكوك كونه نهارا ، لا ببقاء الآن السابق المتيقن كونه نهارا ، فالشك في ان هذا الآن نهار أم لا وان كان بالدقة العقلية شكا في الحدوث ، إلّا انه بملاحظة كون المستصحب مجموع النهار وانه وحدة واحدة خارجا يكون شكا في البقاء عرفا ، ولذلك قال :
(وإنّما وقع التعبير بالبقاء في تعريف الاستصحاب بملاحظة هذا المعنى) المذكور للبقاء وهو انّ بقاء كل شيء بحسبه عرفا ، ومنه : معنى البقاء (في الزمانيات) ومعنى البقاء في الزمان أيضا ، وذلك (حيث جعلوا الكلام