ولو بنينا على ذلك أغنانا عمّا ذكر من التوجيه استصحابات أخر ، وامورا متلازمة مع الزمان ، كطلوع الفجر
______________________________________________________
كانت جلية أم خفية ، ويمثلون للواسطة الجلية بمثل استصحاب حياة الولد الموجبة للتصدق ـ فيما لو غاب الولد وقد نذر الأب التصدق إذا نبتت لحية ولده ـ فان الواسطة بينهما هو نبات للحية ، لكن يراها العرف جلية ، لأنه يرى ان التصدق مترتب على نبات اللحية لا على نفس الحياة.
ويمثلون للواسطة الخفية بمثل : استصحاب الرطوبة في النجس الموجبة لتنجس الملاقي ، فان الواسطة بينهما هي السراية لكن يراها العرف خفية ، لأنه يرى ان التنجس مترتّب على نفس الرطوبة لا على السراية.
(و) كيف كان : فانه (لو بنينا على ذلك) أي : على القول بالأصل المثبت سواء أصلا مثبتا مطلقا ، أم أصلا مثبتا في صورة خفاء الواسطة ، فقد (أغنانا) هذا البناء (عمّا ذكر من التوجيه) في صحة استصحاب الزمان والزماني بأحد التوجيهين :
من التصرف في المستصحب ، أو التصرف في الاستصحاب ، فانه يغنينا عن ذلك (استصحابات أخر ، وامورا متلازمة مع الزمان).
والحاصل : ان استصحاب الليل أو النهار أو ما أشبه ذلك من الزمان والزماني إذا احتاج إلى التصرف في المستصحب أو الاستصحاب ، وكان مع ذلك متوقفا على حجية الأصل المثبت وقلنا بحجيته ، فلا داعي إلى مثل هذا الاستصحاب المستلزم للتصرف فيه.
وإنّما لا داعي إلى مثل هذا الاستصحاب ، لأن هناك استصحابات أخر مثبتة ولا تحتاج إلى التصرف في المستصحب أو الاستصحاب (كطلوع الفجر) فانه إذا شك في الليل بانه هل طلع الفجر حتى يحرم عليه الأكل والشرب ، أو لم يطلع