إذ لا يتصوّر البقاء لذلك الموجود بعد فرض كون الزّمان الأوّل من مقوّماته ؛ وإن لوحظ متّحدا مع الثاني لا مغايرا لها إلّا من حيث ظرفه الزماني ، فلا معنى لاستصحاب عدم ذلك الموجود ، لأنه انقلب إلى الوجود.
وكأنّ المتوهّم ينظر في دعوى جريان استصحاب الوجود إلى كون الموجود أمرا واحدا قابلا للاستمرار بعد زمان الشك ، وفي دعوى جريان استصحاب العدم إلى تقطيع وجودات ذلك الموجود وجعل كلّ واحد منها
______________________________________________________
إلى ما بعد الظهر (إذ لا يتصوّر البقاء لذلك الموجود) قبل الظهر (بعد فرض كون الزّمان الأوّل من مقوّماته) فانه بحصول الظهر ينعدم ذلك الفرد الموجود أولا.
(وإن لوحظ متّحدا مع الثاني) بان كان الوجود الثاني استمرارا للوجود الأوّل (لا مغايرا لها) أي : للوجود الأوّل بمقوماته ، وبهذا الاعتبار أتى بالضمير مؤنثا ، (إلّا من حيث ظرفه الزماني) حيث ان الظرف قبل الظهر غير الظرف بعد الظهر وان كان الموجود فيهما شيئا واحدا مستمرا ، ومعه (فلا معنى لاستصحاب عدم ذلك الموجود ، لأنه انقلب إلى الوجود).
هذا (وكأنّ المتوهّم) وهو المحقق النراقي (ينظر في دعوى جريان استصحاب الوجود إلى كون الموجود) وهو : وجوب الجلوس (أمرا واحدا قابلا للاستمرار بعد زمان الشك) أي : عند الشك في انه هل بقي أو لم يبق؟ فهو يجعل الزمان هنا ظرفا لا مفرّدا وقيدا.
(و) لكنّه ينظر (في دعوى جريان استصحاب العدم) الأزلي الذي كان في الليل (إلى تقطيع وجودات ذلك الموجود) وجعله افرادا متعددة مثل : افراد الانسان زيد وعمرو وبكر (وجعل كلّ واحد) وكل قطعة (منها) أي : من تلك