إشكالا آخر قد أشرنا اليه في تقسيم الاستصحاب وتحرير محلّ النزاع ، وهو أنّ القول باعتبار الاستصحاب في العدميّات يغني عن التكلّم في اعتباره في الوجوديات ، إذ ما من مستصحب وجودي إلّا وفي مورده استصحاب عدمي يلزم من الظنّ ببقائه الظنّ ببقاء المستصحب الوجودي.
وأقلّ ما يكون عدم ضدّه ، فإنّ الطهارة لا تنفكّ عن عدم النجاسة ، والحياة لا تنفكّ عن عدم الموت ، والوجوب أو غيره من الأحكام لا ينفكّ
______________________________________________________
استصحاب النفي حجة (إشكالا آخر قد أشرنا اليه) أوائل البحث وذلك (في تقسيم الاستصحاب وتحرير محلّ النزاع) بين الأقوال.
(وهو) أي : ذلك الاشكال الآخر هو : (أنّ القول باعتبار الاستصحاب في العدميّات يغني عن التكلّم في اعتباره في الوجوديات).
وإنّما يغني عنه (إذ ما من مستصحب وجودي إلّا وفي مورده استصحاب عدمي يلزم من الظنّ ببقائه) أي : ببقاء ذلك العدم (الظنّ ببقاء المستصحب الوجودي) فإذا قلنا : بأن الاستصحاب في العدميات حجة ، فأيّة فائدة في أن نقول : بأن الاستصحاب في الوجوديات ليس بحجة؟.
(وأقلّ ما يكون) هنا حيث قلنا : بأنه ما من مستصحب وجودي إلّا وفي مورده استصحاب عدمي هو : استصحاب (عدم ضدّه) أي : عدم ضد ذلك الوجودي ، لأن لكل وجود ضد ، فإذا استصحبنا عدم ضده ، فيثبت الوجودي نفسه.
وأما مثال ذلك ، فكما قال : (فإنّ الطهارة لا تنفكّ عن عدم النجاسة ، والحياة لا تنفكّ عن عدم الموت ، والوجوب أو غيره من الأحكام) الخمسة (لا ينفكّ