فإنّه قدسسره بعد ذكر حكم الخبر الخالي عمّا يعارضه قال : «وإن كان هناك ما يعارضه ، فينبغي أن ينظر في المتعارضين ، فيعمل على أعدل الرواة في الطريق.
وإن كانا سواء في العدالة ، عمل بأكثر الرواة عددا ، وإن كانا متساويين في العدالة والعدد ، وكانا عاريين عن القرائن التي ذكرناها ، ينظر.
فإن كان متى عمل بأحد الخبرين أمكن العمل بالآخر على بعض الوجوه ،
______________________________________________________
بطريق أولى بالنسبة إلى الظاهر والأظهر ، مثل : اغتسل للجمعة ، وينبغي غسل الجمعة ، حيث انّ ينبغي أظهر في الاستحباب من اغتسل في الوجوب.
وعليه : (فانّه قدسسره بعد ذكر حكم الخبر الخالي عمّا يعارضه قال : وإن كان هناك ما يعارضه ، فينبغي) امور :
أوّلا : (أن ينظر في المتعارضين) من حيث صفات الرواة (فيعمل على أعدل الرواة في الطريق) أي : الرواة الذين هم في طريق الرواية ، فإذا كان أحد الخبرين أعدل راويا من الخبر الآخر ، أخذ بالخبر الذي راويه أعدل.
ثانيا : (وان كانا سواء في العدالة) قال : نظر إلى أنه أيّهما مشهورا وأيّهما شاذّا؟ ثمّ (عمل بأكثر الرواة عددا) أي : أخذ بالمشهور شهرة روائية وترك الشاذّ النادر.
ثالثا : (وان كانا متساويين في العدالة والعدد ، وكانا عاريين عن القرائن التي ذكرناها) من الموافقة للكتاب والسنّة والاجماع والعقل ، قال : (ينظر) إلى المرجّحات الدلالية وعدمها ، وحينئذ يأتي فيها الأقسام التالية :
القسم الأوّل : (فان كان متى عمل بأحد الخبرين) الذي هو نصّ ، أو أظهر ـ مثلا ـ (أمكن العمل بالآخر) الذي هو ظاهر ـ مثلا ـ وذلك (على بعض الوجوه)