وإن كان الخبران يمكن العمل بكلّ منهما ، كما في العموم من وجه ، وحمل الآخر على بعض الوجوه من التأويل ، وكان لأحد التأويلين خبر يعضده أو يشهد به على بعض الوجوه صريحا أو تلويحا لفظا أو منطوقا
______________________________________________________
القسم الثاني من التقسيم الثالث لكلام الشيخ هو ما أشار إليه بقوله : (وإن كان الخبران) المتعارضان (يمكن العمل بكلّ منهما ، كما في العموم من وجه ، و) أيضا بعد انتخاب العمل بأحدهما يمكن (حمل الآخر على بعض الوجوه من التأويل) كما إذا ورد ـ مثلا ـ «أكرم العلماء» ، وورد أيضا «لا تكرم الفسّاق» ، فانّ في مورد الاجتماع وهو : العالم الفاسق ، يمكن إكرامه لورود أكرم العلماء ، وحمل لا تكرم الفسّاق على الفاسق الجاهل ، ويمكن عدم إكرامه لورود لا تكرم الفسّاق وحمل أكرم العلماء على العالم العادل ، فبأي منهما عملنا ، حملنا الآخر على وجه من التأويل.
(و) إنّما نحمل الآخر على بعض الوجوه إن (كان لأحد التأويلين خبر يعضده) كما لو ورد هناك خبر ثالث يقول : بأنّ إكرام العلماء العدول واجب ، ممّا يظهر منه انّه لا يريد إكرام العالم الفاسق ، أو يقول : بأنّ العالم مهما كان يجب إكرامه ، ممّا يظهر منه انّه يريد إكرام العالم الفاسق.
هذا ان كان هناك خبر يعضد أحدهما (أو يشهد به على بعض الوجوه) وبعض الوجوه قد يكون (صريحا) كما إذا ورد : لا تكرم العالم الطالب للرئاسة لأنّه فاسق ، فانّه شاهد صريح على إرادة إكرام العالم العادل فقط ، دون العالم الفاسق.
(أو تلويحا) وفي قبال التصريح ، ويكون التلويح غالبا بالدلالة الالتزامية سواء كان (لفظا) كما إذا ورد : انّ المؤمن يكرم العالم العادل ، حيث انّه يشهد بالملازمة على انّ العالم الفاسق لا يكرم (أو منطوقا) والظاهر انّه أراد به المفهوم