مقدّم على غيره ، ولهذا يحمل الأسد في «أسد يرمي» على الرجل الشجاع ، دون الرجل الأبخر ، ويحمل الأمر المصروف عن الوجوب على الاستحباب دون الاباحة.
وأمّا تقديم بعض أفراد التخصيص على بعض ،
______________________________________________________
مقدّم على غيره) فإذا دار الأمر بين هذا المجاز أو ذاك المجاز ، وكان أحدهما شايعا بحيث ينصرف اللفظ إليه كان مقدّما على المجاز الآخر الذي ليس بشائع (ولهذا يحمل الأسد في «أسد يرمي» على الرجل الشجاع ، دون الرجل الأبخر) فانّ سلطان الحيوانات : الأسد يشبّه به من حيث الشجاعة ، ويشبّه به أيضا من حيث الأبخرية ، إلّا انّ التشبيه من حيث الشجاعة شايع ، بخلاف التشبيه من حيث بخر الفم ، فإذا قال : رأيت أسدا في الحمام ، ولم نعلم هل انّه أراد الرجل الشجاع ، أو الرجل الأبخر الفم؟ حملنا كلامه على إرادة المعنى الأوّل.
(و) لهذا أيضا (يحمل الأمر المصروف عن الوجوب) كما إذا قال : «صلّ الظهر» ، ثمّ قال : ولا حرج من ترك الظهر في الجمعة ـ مثلا ـ حيث نعلم بأنّ «صلّ الظهر» هنا ليس للوجوب ، لكنّه دائر بين الاستحباب والاباحة ، فانّه يحمل (على الاستحباب دون الاباحة) لأنّ استعمال صيغة الأمر في الاستحباب شايع دون الاباحة ، إلّا إذا كان هناك قرينة على الاباحة مثل قوله سبحانه : (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) (١).
(و) هكذا الحال إذا دار الأمر بين تخصيصين ، لكن كان أحد التخصيصين أقوى من التخصيص الآخر ، حيث يقدّم التخصيص الأقوى على التخصيص الآخر ، وإليه أشار بقوله : (أمّا تقديم بعض أفراد التخصيص على بعض ،
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ٢.