كأن يكون أحدهما بقراءته على الشيخ والآخر بقراءة الشيخ عليه.
وهكذا غيرهما من أنحاء التحمّل.
هذه نبذة من المرجّحات السندية التي توجب القوّة من حيث الصدور ، وعرفت أنّ معنى القوّة كون أحدهما أقرب إلى الواقع من حيث اشتماله على مزيّة غير موجودة في الآخر ، بحيث لو فرضنا العلم بكذب أحدهما ومخالفته للواقع كان احتمال مطابقة ذي المزيّة للواقع أرجح
______________________________________________________
الآخر ، وذلك (كأن يكون أحدهما) أي : أحد التحمّلين (بقراءته) أي : بقراءة الراوي الرواية (على الشيخ) أي : على استاذه (والآخر بقراءة الشيخ عليه) فانّ من المعلوم : انّ قراءة الشيخ على الراوي ، أوثق من قراءة الراوي على الشيخ ، لأنّ القاري يكون التفاته أكثر من التفات السامع ، إذ يحتمل أن يكون السامع قد ذهل في موضع ، أو غفل عنه ، بخلاف القارئ ، فانّ هذا الاحتمال فيه ضعيف جدّا.
(وهكذا غيرهما) أي : غير القراءة على الشيخ ، وقراءة الشيخ على الراوي (من أنحاء التحمّل) وذلك كما لو كان أحدهما قد تحمّل الرواية بالاجازة ، والآخر قد تحمّل الرواية بالوجادة ـ مثلا ـ وغير ذلك.
(هذه نبذة من المرجّحات السندية التي توجب القوّة من حيث الصدور) أي : لا من حيث جهة الصدور ، ولا من حيث المضمون ، (وعرفت أنّ معنى القوّة) من حيث الصدور هو : (كون أحدهما) أي : أحد الخبرين (أقرب إلى الواقع من حيث اشتماله على مزيّة غير موجودة في الآخر) وذلك بأن يرى العرف الذي يلقى إليه الكلام مزيّة لهذا الخبر على الخبر المعارض له (بحيث لو فرضنا العلم بكذب أحدهما ومخالفته للواقع كان احتمال مطابقة ذي المزيّة للواقع أرجح