الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منّا ، فيكون حالهم حال اليهود الوارد فيهم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خالفوهم ما استطعتم.
الرابع : الحكم بصدور الموافق تقيّة ، ويدّل عليه قوله عليهالسلام في رواية : ما سمعته منّي يشبه قول الناس ففيه التقيّة ، وما سمعته منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه ، بناء على أنّ المحكي
______________________________________________________
الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا) أي : في كلّ شيء (فمن لم يكن كذلك) أي : ليست فيه هذه الصفات الثلاث (فليس منّا) (١) انتهت هذه الرواية.
وعلى هذا : (فيكون حالهم) أي : حال أعداء الأئمّة الناصبين لهم (حال اليهود الوارد فيهم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خالفوهم ما استطعتم (٢)) فانّه ليس لأجل الأقربية إلى الواقع ، وإنّما لأجل عدم المشابهة بهم ـ مثلا ـ.
الوجه (الرابع : الحكم بصدور الموافق تقيّة) دون المخالف ، فيكون المعيار هو الطريقيّة لا التعبّدية (و) هذا الوجه وان كان كالوجه الثالث في عدم تصريح أخبار العلاج به ، إلّا انّه (يدلّ عليه قوله عليهالسلام في رواية : ما سمعته منّي يشبه قول الناس ففيه التقيّة ، وما سمعته منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه (٣)) فانّ المراد بالناس هنا هم العامّة ، لأنّهم محلّ الابتلاء في أمثال هذه الأخبار كما هو واضح.
لكن دلالة هذا الخبر على الوجه الرابع إنّما هو (بناء على أنّ المحكي
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٧ ب ٩ ح ٣٣٣٥٨ ، بحار الانوار : ج ٦٨ ص ١٦٧ ب ١٩ ح ٢٤.
(٢) ـ السنن الكبرى : ج ٢ ص ٦٠٥ ، المعجم الكبير : ج ٧ ص ٢٩٠ ، وفيه (صلوا في نعالكم ، خالفوا اليهود).
(٣) ـ تهذيب الاحكام : ج ٨ ص ٩٨ ب ٣٦ ح ٣ ، الاستبصار : ج ٣ ص ٣١٨ ب ١٨٣ ح ١٠ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٢٣ ب ٩ ح ٣٣٣٧٩.