ودليل الحكم الأسهل على غيره.
ويشهد لهذا الاحتمال بعض الروايات ، مثل قوله عليهالسلام في مرسلة داود بن الحصين : إنّ من وافقنا ، خالف عدوّنا ، ومن وافق عدوّنا في قول أو عمل ، فليس منّا ولا نحن منه ، ورواية الحسين بن خالد : شيعتنا المسلّمون لأمرنا ،
______________________________________________________
إذا دار الأمر بين الحرمة والوجوب ، فانّهم يرجّحون الحرمة على الوجوب ، لكن لا لجهة كونه أقرب إلى الواقع ، بل لجهة اخرى ، مثل : إنّ دفع المفسدة أولى من جلب المصلحة ، أو غير ذلك.
(و) نظير ترجيح (دليل الحكم الأسهل على غيره) أي : غير الأسهل ، فانّه إذا كان هناك حكمان ، أحدهما أسهل من الآخر ، فانّه يؤخذ بالأسهل ، لكن لا لجهة انّه أقرب إلى الواقع ، بل لقوله سبحانه : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (١) ولقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٢) وإلى غير ذلك.
(و) هذا الاحتمال الذي ادّعيناه في الوجه الثالث وان لم يكن به تصريح في أخبار العلاج ، إلّا انّه (يشهد لهذا الاحتمال بعض الروايات) الواردة في باب التولّي والتبرّي ممّا يشمل المتعارضين أيضا (مثل قوله عليهالسلام في مرسلة داود بن الحصين : انّ من وافقنا ، خالف عدوّنا) فانّ ظاهره المخالفة لهم في كلّ شيء (ومن وافق عدوّنا في قول أو عمل ، فليس منّا ولا نحن منه) (٣) يعني : إنّ بيننا وبينه بعدا شاسعا.
(و) يشهد له أيضا (رواية الحسين بن خالد : شيعتنا المسلّمون لأمرنا ،
__________________
(١) ـ سورة الحج : الآية ٧٨.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٥.
(٣) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٩ ب ٩ ح ٣٣٣٦٦.