بل ذو المزيّة داخل في الأوثق المنصوص عليه في الأخبار.
ومن هنا يمكن أن يستدلّ على المطلب
______________________________________________________
مثلا : في التقيّة واللاتقيّة المعدودة من المرجّحات الداخلية ، يعلم تفصيلا بأنّ احتمال الخلل القريب في المرجوح ، والبعيد في الراجح ، هو الموافقة واللاموافقة للعامّة ، بينما في مثل الشهرة والندرة ، لا يعلم تفصيلا بأنّ احتمال الخلل القريب في النادر المرجوح ، والبعيد في المشهور الراجح ، هل هو : الأقربيّة وعدم الأقربية إلى الواقع ، أو هو التقيّة وعدم التقيّة ـ مثلا ـ؟ فالخلل في المرجّح الخارجي غير معلوم تفصيلا وإنّما هو معلوم إجمالا ـ على ما عرفت ـ.
الثالث : (بل ذو المزيّة) حتّى وان كانت المزيّة بسبب المرجّح الخارجي فهو (داخل في الأوثق المنصوص عليه في الأخبار) وذلك كما في مرفوعة زرارة عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام حيث جاء فيها : «خذ بما يقول أعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك» (١) ومن المعلوم : إنّ الخبر الراجح وان كان بسبب مرجّح خارجي يكون أوثق في النفس من الخبر المرجوح ، وإذا كان أوثق صار منصوصا عليه لأنّ الأوثقية من المرجّحات المنصوصة ، فالمرجّح الخارجي إذن ليس مرجعه فقط إلى المرجّح الداخلي ، بل مرجعه إلى المرجّحات المنصوصة أيضا.
(ومن هنا) أي : ممّا ذكرنا : من انّ المرجّح الخارجي يرجع إلى المرجّح الداخلي ، بل إلى المنصوص عليه في الأخبار العلاجية ، فيكون الخبر الراجح ذا مزيّة فيدخل في الاوثق المنصوص عليه ، مقابل الخبر المرجوح الفاقد للمزيّة ، فانّ منه (يمكن أن يستدلّ على المطلب) وهو الترجيح بالمرجّحات الخارجية
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧ ، جامع أحاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥.