بعض المرجّحات على موافقة الكتاب ، كمقبولة ابن حنظلة.
بل وفي غيرها ممّا أطلق فيها الترجيح بموافقة الكتاب والسنة ، من حيث إنّ الصورة الثالثة قليلة الوجود في الأخبار المتعارضة ، والصورة الثانية أقلّ وجودا ، بل معدومة ،
______________________________________________________
بعض المرجّحات على موافقة الكتاب) وتأخير هذا المرجّح عن بعض تلك المرجّحات ، وذلك (كمقبولة ابن حنظلة) (١) التي قيّدت الترجيح بموافقة الكتاب بانتفاء الترجيح بصفات الراوي ، وشهرة الرواية ، فإذا وجد شيء منها قدّم على هذا المرجّح ، مع انّك عرفت تقديم هذا عليها.
(بل) يرد إشكال آخر في المقبولة (وفي غيرها) أي : غير المقبولة (ممّا) أي :
من سائر أخبار العلاج التي (أطلق فيها الترجيح بموافقة الكتاب والسنّة) فانّ تلك الأخبار وان أطلقت الترجيح بموافقة الكتاب ولم تقيّده كالمقبولة بصفات الراوي وشهرة الرواية ، إلّا أنّها كالمقبولة تشترك في كون الترجيح بموافقة الكتاب منحصر في الصورة الأخيرة من الصور الثلاث فقط ، وهي نادرة الوجود ، ومن البعيد أن تكون هذه الأخبار الكثيرة ناظرة إليها ، ولذلك قال المصنّف بورود هذا الاشكال عليها (من حيث انّ الصورة الثالثة قليلة الوجود في الأخبار المتعارضة).
لا يقال : أنّ أخبار الترجيح بموافقة الكتاب ليست منحصرة بالصورة الثالثة ، بل هي شاملة للصورة الثانية أيضا ، ومعه فلا يشكل عليها بقلّة الوجود.
لأنّه يقال : (والصورة الثانية أقلّ وجودا ، بل معدومة) الوجود ، إذ قد عرفت : أنّه ليس لنا في الكتب الحديثيّة والفقهيّة أخبار تعارض الكتاب معارضة
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٧ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٦ ب ٩ ح ٣٣٣٣٤.