فيندفع بما أشرنا إليه سابقا من أنّ الترجيح بصفات الراوي فيها من حيث كونه حاكما ، وأوّل المرجّحات الخبريّة فيه هي شهرة إحدى الروايتين وشذوذ الاخرى ، ولا بعد في تقديمه على موافقة الكتاب.
ثمّ إنّ حكم الدليل المستقل المعاضد لأحد الخبرين حكمه حكم الكتاب والسنة في الصورة الاولى ،
______________________________________________________
علمت توجّه الاشكال فيما دلّ من الأخبار العلاجية على تقديم بعض المرجّحات على موافقة الكتاب كمقبولة ابن حنظلة» (فيندفع بما أشرنا إليه سابقا : من انّ الترجيح بصفات الراوي فيها) أي : في المقبولة (من حيث كونه) أي : كون الراوي (حاكما ، و) ليس من حيث كونه راويا.
وعليه : فانّه إذا كان الترجيح بصفات الراوي في المقبولة من حيث كون الراوي حاكما وقاضيا ، كان (أوّل المرجّحات الخبرية فيه) أي : في خبر المقبولة الذي تعرّضت له بالنسبة إلى الحاكم (هي شهرة إحدى الروايتين وشذوذ الاخرى) المعارضة لها (ولا بعد في تقديمه) أي : تقديم موافق الشهرة (على موافقة الكتاب) للتعليل الوارد في المقبولة نفسها : «بأنّ المجمع عليه لا ريب فيه» (١).
(ثمّ إنّ حكم الدليل المستقل) غير الكتاب والسنّة كالإجماع ـ مثلا ـ (المعاضد لأحد الخبرين) المتعارضين (حكمه حكم الكتاب والسنّة في الصورة الاولى) من الصور الثلاث المذكورة في ملاحظة ظاهر الكتاب مع الخبر المخالف ، وهي هنا عبارة عن : كون الخبر المخالف لمعقد الاجماع ـ مثلا ـ
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٧ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٦ ب ٩ ح ٣٣٣٣٤.