ثمّ كان الخبر خلافه ، فذلك رخصة في ما عافه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو كرهه ولم يحرّمه ، وذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعا وبأيّهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والردّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردّوا إلينا علمه ، فنحن أولى بذلك ، ولا تقولوا فيها بآرائكم ، وعليكم بالكفّ والتثبّت والوقوف ،
______________________________________________________
الفالوذج وهو نوع من الحلوى في حياته ، وكذلك عليّ عليهالسلام لم يأكل الفالوذج في حياته تأسّيا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدم أكلهم هذه الألوان من الطعام لا لأنه مكروه ، بل الترك ترك اعافة ، وعافة بمعنى : تركه.
وعليه : فإن كان الخبر الدالّ على عدم الالزام موافقا للسنّة (ثمّ كان الخبر) الآخر الدال على الالزام (خلافه) أي : خلاف ما ورد في السنّة (فذلك رخصة فيما عافه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو كرهه ولم يحرّمه) فإنّ النهي إذا كان نهي كراهة وإعافة دلّ على الرخصة (وذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعا) فإنّه إذا كان النهي نهي نزاهة جاز للانسان الترك وجاز للانسان الفعل (وبأيّهما شئت وسعك الاختيار) أي : يجوز لك أن تختار هذا أو تختار ذاك (من باب التسليم) لحكم الله سبحانه وتعالى (والاتباع) لسنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (والرّد) أي : ارجاع الأمر (الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) ثم قال عليهالسلام : (وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه) أي : لم تجدوا حكمه في السنة ، لا بوجه نهي تحريم ، ولا نهي عافة وكراهة ـ مثلا ـ (فردّوا إلينا علمه ، فنحن أولى بذلك) أي : بردّ العلم ، ومعنى : «فردّوا الينا علمه» هو : ما فسّره الإمام عليهالسلام بقوله بعد ذلك (ولا تقولوا فيها) أي : في هذه الوجوه التي لم يرد عنهم عليهمالسلام الخبر بها (بآرائكم) واستحساناتكم العقلية (وعليكم بالكفّ) عن القول بالرأي (والتثبّت) في الأمر بالفحص والتحقيق (والوقوف)