الثالث عشر : ما بسنده الحسن عن أبي حيّون مولى الرضا عليهالسلام : إنّ في أخبارنا محكما كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا.
______________________________________________________
يكون لانتهاء أمد المنسوخ ، فكذلك بالنسبة إلى الأحاديث ، فإنّ بعض الأحاديث تكون مؤقتة ، فيأتي الحديث الثاني ناسخا ومعلنا عن انتهاء وقت الحديث الأوّل ، ومبيّنا لكون التكليف في الحال الحاضر هو العمل بالحديث الثاني ، الناسخ للحديث الأوّل ، فإنّ النسخ معناه : انتهاء الأمد ، وذلك كما يروى عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة» (١) فإذا ورد بعده حديث عن علي عليهالسلام فرضا بعدم اتباع أسامة ، كان الحديث الثاني ناسخا للحديث الأوّل ، ومبيّنا لانتهاء أمد أمارة زيد بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والترجيح في هذا الحديث بأمر واحد أيضا وهو : الأحدثية والأقدمية.
(الثالث عشر) من روايات العلاج (ما) عن الكافي أيضا (بسنده الحسن عن أبي حيّون مولى الرضا عليهالسلام انّ في أخبارنا محكما كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن ، فردّوا) أي : عند التعارض بينهما (متشابهها إلى محكمها) كما هو شأن ردّ كل ضعيف الدلالة على قوي الدلالة ، فيؤخذ بقوي الدلالة ويتصرّف بذلك في ظاهر الحديث الذي هو ضعيف الدلالة ، ثم قال : (ولا تتبّعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا) (٢) وذلك لأنّ المتشابه لا يعرف أن المراد به هل هو هذا أو ذاك؟ فإذا اتبع الانسان المتشابه يقع في خلاف الواقع ، بخلاف ما إذا اتّبع
__________________
(١) ـ اثبات الهداة : ج ٢ ص ٣٨٣ ، الملل والنحل للشهرستاني : ص ٦ ، دعائم الإسلام : ج ١ ص ٤١.
(٢) ـ عيون اخبار الرضا : ج ١ ص ٢٩٠ ح ٣٩ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٥ ب ٩ ح ٣٣٣٥٥.