قال : قد أصبت يا أبا عمرو ، أبى الله إلّا أن يعبد سرا ، أما والله ، لئن فعلتم ذلك ، إنّه لخير لي ولكم ، أبى الله لنا في دينه إلّا التقيّة.
الثاني عشر : ما عنه بسنده الموثّق عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما بال أقوام يروون عن فلان ، عن فلان ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتّهمون بالكذب ، فيجيء منكم خلافه ، قال : الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن.
______________________________________________________
(قال : قد أصبت يا أبا عمرو ، أبى الله إلّا أن يعبد سرّاً) لوضوح : أن الحق والباطل ما داما موجودين في العالم ، تكون التقية قائمة في بعض أجزاء العالم ، والتقية تلازم سرّية الحق.
ثم أضاف : (أما والله ، لئن فعلتم ذلك) أي : العمل بالتقية (إنّه لخير لي ولكم) لأنّهم إذا لم يعملوا بالتقية اخذوا بعملهم ، كما كان الإمام عليهالسلام يتهم أيضا بمخالفة السلطة ومناهضتها ، ثم قال : (أبى الله لنا في دينه إلّا التقيّة) (١) والمراد من «لنا» سلسلة الأئمة عليهمالسلام واتباعهم قبل ظهور المهدي عليهالسلام.
(الثاني عشر) من روايات العلاج (ما عنه) أي : عن الكافي أيضا (بسنده الموثّق عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما بال أقوام يروون عن فلان ، عن فلان ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتّهمون بالكذب)؟ أي : إنّ الوسائط لا يتّهمون بأنهم يكذبون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (فيجيء منكم خلافه) أي : خلاف ما جاءنا منهم ، فكيف يكون الحديث منكم على خلاف حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟.
(قال : الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن) (٢) ولعل المراد منه : أنّه كما أن النسخ
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٢١٨ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٢ ب ٩ ح ٣٣٣٥٠.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٨ ب ٩ ح ٣٣٣٣٧ وص ٢٠٨ ب ١٤ ح ٣٣٦١٥.