فقال لي : رحمك الله تعالى.
الحادي عشر : ما بسنده الصحيح ظاهرا عن أبي عمرو الكناني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يا أبا عمرو أرأيت لو حدثتك بحديث أو افتيتك بفتيا ، ثمّ جئت بعد ذلك تسألني عنه ، فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك ، بأيّهما كنت تأخذ؟ قلت : بأحدثهما ، وأدع الآخر.
______________________________________________________
(فقال لي : رحمك الله تعالى) (١) وفيه دلالة على تقريره عليهالسلام له على أخذه بالأخير ، فإنّه إنّما يؤخذ بالأخير ، لأنه إن كان الأوّل تقية فقد ارتفعت التقية ، فيلزم أن يأخذ بالثاني المطابق للواقع ، وإن كان الأوّل مطابقا للواقع فقد حدثت التقية ، فعليه أن يأخذ بما يقتضي التقية ، وهذه الرواية كسابقتها ذكرت الترجيح بأمر واحد وهو : الأحدثية والأقدمية.
(الحادي عشر) من روايات العلاج (ما بسنده الصحيح) أي : بسند الكافي سندا صحيحا (ظاهرا) أي : أنه صحيح في الظاهر ، لاحتمال عدم صحته (عن أبي عمرو الكناني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يا أبا عمرو أرأيت لو حدّثتك بحديث) بأن نقلت لك حديثا عن واحد من آبائي عليهمالسلام (أو أفتيتك بفتيا) أي : برواية أخبرتك بها عنّي (ثمّ جئت بعد ذلك) في وقت آخر (تسألني عنه) أي : عن ذلك الحكم الذي سألتني عنه أوّلا فأفتيتك أو أجبتك بحديث فيه (فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك) أوّلا (أو أفتيتك بخلاف ذلك ، بأيّهما كنت تأخذ) بالسابق أو باللاحق؟.
(قلت : بأحدثهما ، وأدع الآخر) أي : قال : إني اترك ما سبق وآخذ بما لحق ، وهذه الرواية أيضا ترجيح بأمر واحد وهو : الأحدثية والأقدمية.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٧ ح ٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٩ ب ٩ ح ٣٣٣٤٠.