دعواهم الى قاعدة يجب أن تنبثق عن منهج الله عزوجل ، وأحكامه الالهية لا غير ، ان الاسلام حين يدعو الناس الى انتزاع السلطان من أيدي غاصبيه من البشر ورده كله لله ، انما يدعوهم لانقاذ انسانيتهم وتحرير رقابهم من عبودية العبيد ، كما يدعوهم لانقاذ أرواحهم وأموالهم من هوى الطواغيت وشهواتهم ، انه يكلفهم أعباء المعركة مع الطاغوت لينقذهم من تضحيات اكبر وأطول ، وأذل وأحقر ، انه يدعوهم للكرامة والسلامة في آن واحد.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)
والرجفة جزاء التهديد الذي قالوه : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)
ويطوي صفحتهم مشبعة بالتبكيت والاهمال والمفارقة والانفصال ، من رسولهم الذي كان ينصحهم (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ ... فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ).
انه من ملة ، وهم من ملة ، فهو من أمة وهم من أمة ، فهو من حزب الله وهم من حزب الشيطان.
فالايمان بالله عزوجل وتقديم طاعته على ما في الحياة هو الوصل والفصل لا غير.
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥)
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (٩٩))