الْجاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥))
البيان : وهو الكلام الذي تقوله النسوة في كل بيئة جهالية عن مثل هذه الشؤون ولاول مرة نعرف أن المرأة هي امرأة العزيز. وان الرجل الذي اشتراه من مصر هو عزيز مصر. أي كبير زعمائها ـ ليعلن هذا مع اعلان الفضيحة العامة بانتشار الخبر في المدينة. (فقد شغفها حبا) فهي مفتونة به. بلغ حبه شغاف قلبها ومزقه. وشغاف القلب غشاؤه. وهي السيدة الكبيرة زوجة زعيم كبير. تفتتن بفتاها العبراني المشترى. أم لعلهن يتحدثن عن انتشارها بهذه الفتنة. وانكشافها وظهور أمرها. (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ).
لقد أقامت مأدبة في قصرها وندرك من هذا انهن كن من نساء الطبقة الراقية. فهن اللواتي يدعين الى المأدبة في القصور. وندرك من هذا ان هن الواتي يؤخذون بهذه الوسائل الناعمة ويبدو انهن كن يأكلن وهن متكئات على الوسائد والحشايا على عادة الشرق في ذلك الزمان فأعدت لهن هذا المتكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا تستعملها في قطع الطعام. وبينهن منشغلات بتقطيع اللحم ، أو تقشير الفاكهة ، فاجأتهن بيوسف ، فبهتن ودهشن (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) وجرحن أيديهن بالسكاكين للدهشة المفاجئة (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ). وهي كلمة تنزيه تقال في هذا الموضع تعبيرا عن الدهشة بصنع الله عزوجل البديعة.
ورأت المرأة انها انتصرت على نساء طبقتها وانهن لقين من طلعة يوسف الدهشة والاعجاب فقالت المنتصرة (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) ولقد بهرني مثلكن فراودته عن نفسه فاستعصم) (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ.) ولم يقل ما تدعوني اليه ، فهن جميعا كن قد اشتركن في الدعوة. سواء بالقول أم بالحركات واللفتات والاغراءات المثيرة للتوازن