آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (١٣٣) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٣٤)
فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (١٣٧))
البيان : ويمضي آل فرعون في عتوهم وتأخذهم العزة بالاثم ويزيدهم الابتلاء شراسة وعنادا : (وَقالُوا : مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ). فهو الجموح الذي لا تروضه تذكرة ، ولا يرده برهان ولا ينفعه نظر ولا تدبر ، لانه يعلن الاصرار على التكذيب قبل أن ينظر الى دليل او برهان. وهي حالة نفسية تصيب المتجبرين حين يدمغهم الحق بالحجة وتجبههم البينة بالبرهان ، عندئذ تتدخل القوة الكبرى سافرة بوسائلها الجبارة.
(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ ، وَالْجَرادَ ، وَالْقُمَّلَ ، وَالضَّفادِعَ ، وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ).
لقد كان قوم فرعون على وثنيتهم وجاهليتهم وعلى فسقهم واجرامهم. يلجأون عند الشدة الى موسى (ع) ليدعو ربه ليكشف عنهم البلاء. وان كانت السلطات الحاكمة بعد ذلك تنكث.
أما أهل الجاهلية الحديثة في القرن العشرين ، فان الله يسلط عليهم الآفات والمصائب والبلايا ، فلا يريدون ان يرجعوا الى الله البتة ، واذا أراد البسطاء أن يضرعوا الى الله. قال لهم أصحاب الحضارة العلمية ، هذه الاتجاهات خرافة وسخروا منهم ومما يفعلون (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِ أَجْمَعِينَ) ضربة واحدة فاذا هم هالكون جزاء