فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ) فهذا هو سجل أعمالهم يوضع امامهم فاذا هو شامل كل صغيرة وكبيرة وكل ظاهرة وخفية قد أحصاها ولم يغادر سيئا. ضبط مكشوف لا يفلت منه شيء.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (٥٠))
(ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (٥١) وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (٥٢))
البيان : هذه الاشارة الى القصة القديمة. تجيء هنا للتعجب والتأنيب. من أبناء آدم الذين يتخذون ابليس وذريته وأعوانه من الانس أولياء من دون الله بعد ذلك العداء القديم.
واتخاذ ابليس وذريته اولياء يتمثل في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة. (وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) : انهم في الموقف الذي لا تجدي فيه دعوى بلا برهان. والديان يطالبهم ان يأتوا بشركائهم الذين زعموا. ويأمرهم أن يدعوهم ليحضروا. وانهم لفي ذهول ينسون انها الاخرة. فينادون. ولكن الشركاء لا يجيبون لانهم هم خائفون لا يملكون ضرا ولا نفعا. ويتطلع المجرمون فتمتلىء نفوسهم بالخوف والهلع وهم يتوقعون في لحظة ان يقعوا فيها وما أشق توقع العذاب وهو حاضر. وقد أيقنوا ان لا نجاة منها ولا محيص.
(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (٥٣) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (٥٤) وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (٥٥) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً (٥٦))