الاسقفة ـ وهو أحد المجامع الثلاثة الشهيرة ـ بلغ عدد أعضائه ألفين ومئة وسبعين أسقفا فاختلفوا في عيسى اختلافا شديدا. وقالت كل فرقة فيه قولا.
قال بعضهم : هو ابن الله. وقال الاخر : هو أحد الاقانيم الثلاثة (الاب والابن وروح القدس). وقال بعضهم : هو ثالث ثلاثة (الله اله. وهو اله. وأمه اله).
وقال بعضهم : هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته. وقالت فرق أخرى أقوالا اخرى. ولم يجتمع احد منهم مع اخر. ومال الامبراطور الى أحد هذه الاقوال وطرد الباقي وشرد المعارضين وخاصة الموحدين.
ولما كانت العقائد المنحرفة قد قررتها تبعا لسلطان زمانها كما هم عليه اليوم وقبله فجاء القرآن المجيد يهدد المنحرفين الكافرين بالحق والصواب المتبعين للشهوات والاهواء.
(فويل للكافرين من مشهد يوم عظيم) ويل لهم من ذلك المشهد العظيم في حضرة الجبار الذي لا تخفى عليه خافية. المشهد الذي يشهده الثقلان الانس والجن والملائكة في حضرة الجبار العظيم.
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) فما أعجب حالهم لا يبصرون ولا يسمعون حين يكون السمع والبصر وسيلة للهدى والنجاة. (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) يوم تشتد الحسرات وتكثر الزفرات بدون نفع.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (٤٥) قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (٤٦) قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (٤٧) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ