هارون بمشاركة اخيه في اداء الرسالة. (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) : انه القوي الذي لا يغلبه غالب القهار فوق عباده. فما يكون فرعون وما يملك. والكائنات يستحيل ان تتحرك الا بأمر خالقها ومكونها وباعث فيها الحركة (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) انه لا يريد بأن يعترف بأن رب موسى وهارون ربه كما قالا له. (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) : وهذا الوصف الذي يحكيه القرآن المجيد يلخص اكمل اثار الألوهية الخالقة المدبرة لهذا الوجود .. هذا الوجود الكبير المؤلف مما لا يحصى من الذرات والخلايا. وكل ذرة فيه تنبض وكل خلية فيه تحيا .. وكلها ادلة قاطعة على عظمة خالقها. (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً ..) فالارض كلها مهد للبشر في كل مكان وزمان. والخالق العظيم المدبر الذي جعل الارض مهدا. وقد جعل فيها رزق البشر ومدفن البشر وحشر البشر. (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ. وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) : والانسان مخلوق من مادة هذه الارض ومن زروعها يأكل وماءها يشرب. وهواءها يتنفس. وهي له مهد ومأوى فالويل للمتكبرين.
(قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (٦٢) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (٦٤) قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (٦٦))
البيان : وهكذا لم يمض فرعون في الجدل. لأن حجة موسى (ع)