يسمعون حسيسها وهم عن النار والخوف مبعدون) وتتلقاء ملائكة الرحمة وتبشرهم بالسعادة. (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ٤١ س ٣٠ ي (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) وقد عهد الله الى آدم (ع) ان لا يأكل من الشجرة وهنا القوة الحقيقية التي تسيطر على الهوى والشهوات فلا تفسح لها المجال تفعل ما تشاء بل تلزمها بقانون الخالق وتلجمها بلجام التقوى الذي هو الفارق الوحيد بين العبيد والاحرار وبين اهل الجنة واهل النار. والتحرر من رغائب النفس وشهواتها بالقدر الذي يحفظ للروح الانسانية حرية الانطلاق من الضرورات. وهذا هو الميزان الذي لا يخطىء في ترقي البشرية. من أجل ذلك شاءت العناية الآلهية التي ترعى هذا الكائن الانساني ان تعده لخلافة الارض باختبار ارادته. وها هي ذي التجربة الاولى تعلن نتيجتها الاولى (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى)
(فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) وكانت هذه رعاية من الله ان ينبه آدم (ع) من عدوه. ويحذره منه ومن خدعه وغروره. ولكن آدم قد نسى تلك الوصية الآلهية وخدعه ابليس.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (١١٦) فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (١١٩) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (١٢٠) فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (١٢١) ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى (١٢٢)
قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (١٢٤) قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ