وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (٦٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٦٥))
البيان : انها ظاهرة طبيعية تمر بالبشر صباحا ومساء ويرى البشر هذه الظاهرة وتلك من ايلاج الليل في النهار. وايلاج النهار في الليل. فينسيهم طول رؤيتها وطول الفتها ما وراءها. من عظمة النواميس ودقتها واطرادها. فلا تختل مرة. ولا تتوقف مرة. وهي تشهد بالقدرة الباهرة والادارة الحكيمة. التي تصرف هذا الكون وما حواه وفق تلك النواميس المقررة. والسياق يوجه النظر الى تلك الظاهرة الكونية المكررة التي يمر عليها الناس وهم غافلون والقرآن المجيد يريد ان يفتح بصائرهم ومشاعرهم لينظروا القدرة الآلهية وهي تطوي النهار من جانب وتسدل الليل من جانب. في دقة عجيبة لا تختل وفي اطراد عجيب لا يختلف.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ) وذلك تعليل كاف وضمان كاف لانتصار الحق والعدل. وهزيمة الباطل والبغي. وهو كذلك ضمان لاطراد سنن الكون وثباتها. وعدم تخلخلها او تخلفها. ومن هذه السنن انتصار الحق وهزيمة البغي. والله اعلى من الطغاة واكبر من الجبابرة. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ...) نزول الماء من السماء واخضرار الارض باعشابها ظاهرة واقعة مكرورة. وهذا المشهد في الارض يستجيش في القلب المنفتح الاحاسيس العجيبة. فان هذا النبت الصغير الطالع من سواد الطين بخضرته وغضارته اطفال صغار. تبسم في غرارة لهذا الوجود البهيج. والذي يحس على هذا النحو يستطيع ان يدرك