الاكمل والتوجه الخاص لله (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) وتلك غاية الفلاح ونهاية الايمان وثمرة التقوى. الذي بستحيل ان يثمر سواه. او تنال سعادة الدنيا والآخرة الا بتحقيقه.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦)
وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩))
البيان : في اطوار هذه النشأة. وتتابعها بهذا النظام. وبهذا الاطراد. ما يشهد بوجود المنشىء اولا. وما يشهد بالقصد والتدبير في تلك النشأة وفي اتجاهها اخيرا. فما يمكن ان يكون الامر مصادفة عابرة. ولا خبط عشواء بدون قصد ولا تدبير. ثم تسير هذه السيرة التي لا تنحرف ولا تخطىء ولا تتخلف. ولا تسير فى طريق آخر. من شتى الطرق التي يمكن عقلا وتصورا ان تسير فيها. انما تسير النشأة الانسانية في هذا الطريق دون سواه من شتى الطرق الممكنة بناء على قصد وتدبير من الارادة الخالقة المدبرة في هذا الوجود (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ).
هذا النص يشير الى أطوار النشأة الانسانية ولا يحددها. فيفيد ان الانسان مرّ بأطوار مسلسلة من الطين الى ان اننهى الى انسان. فالطين هو المصدر الاول. أو التطور الاول والانسان هو التطور الأخير في ذلك الخط الثابت لا تنحرف ولا تتحول (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) هذا وهي حقيقة اخبر عنها القرآن حيث لم يكن هناك مختبرات ولا تشريعات طبية. فان كان هذا الكشف والخبر عن الله تعالى فقد ثبت أن هذا