الدول العربية. تدعي الاسلام وتحكم بغير ما أنزل الله ولا يمكن لعلمائهم الاعتراض عليهم تبعا لما فعله الاولون من مخالفتهما لاحكام الله عند معارضتها لمصالحهم فيدور امر العلماء اما أن يسكتوا واما أن يكفروا قادتهم الاولى فلذا رأوا ان السكوت أهون من تكفير اسلافهم. لقد هجروا القرآن فلم يتدبروه. ليدركوا الحق من خلاله. ويجدوا الهدى على نوره. فتاهوا وضلوا.
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (٣١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (٣٢) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤)
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦)
وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠))
البيان : ولله الحكمة البالغة. فان بروز المجرمين لحرب الانبياء ودعاة الخير. يقوي عودها ويطبعها بطابع الجد الذي يناسب طبيعتها لانها لا تريد الا الدعوة الخالصة لوجه الله عزوجل.
ولو كانت الدعوات سهلة ميسورة. تسلك طرقا ممهدة مفروشة بالازهار. ولا يبرز لها في الطريق خصوم ومعارضون ... لسهل على كل انسان ان يكون صاحب دعوة. ولما تميز دعاة الحق. من دعاة الباطل.
ومن البلايا المخزية ، أن أكثر الناس يقفون متفرجين على الصراع بين المجرمين والمصلحين. فأي فريق غلب أو رجح على رفيقه مالت هذه الكثرة معه ودخلت أفواجا مع الراجح.