(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨))
البيان : لقد خرجوا يتبعون خطا موسى (ع) وقومه. ويقفون آثارهم. فكانت هذه هي الاخيرة. وكانت اخراجا لهم من كل ما هم فيه من جنات وعيون وكنوز. فلم يعودوا بعدها لهذا النعيم. (وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) .. (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى ، إِنَّا لَمُدْرَكُونَ. قالَ كَلَّا : إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) لقد اتبعهم جنود فرعون في الصباح. ثم ها هو المشهد يقترب من نهايته. والمعركة تصل الى ذروتها. فأمام قوم موسى البحر. وفرعون قد أحاط بهم من كل جهة.
(قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) ان هي الا دقائق تمر ثم يهجم الموت عليهم. ولا مناص. ولا معين. ولكن موسى (ع) تلقى الوحي من ربه (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) (فانفق) ووقعت المعجزة الكبرى وتحقق الذي قاله موسى. وانكشف بين فرقي الماء كالطود العظيم. واقتحم بنو اسرائيل. ووقف فرعون مع جنوده مبغوتا مشدوها بذلك المشهد الخارق. والحادث العجيب. وها هو موسى وقومه يعبرون الخضم في طريق مكشوف. وتم تدبير الله عزوجل فلحق فرعون وقومه بني اسرائيل وتوسط الطريق فانضم الماء من وراءه وانسد الرجوع لو ارادوا لكن أمامهم الطريق مفتوح حتى