من عرض الحياة. وترفع عن قيم الارض الزائلة. وتطلع الى ما عند الله من رفعة وكرامة. ثم ينكر عليهم الترف في البنيان. لمجرد التباهي بالمقدرة والثراء. (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) الريع المرتفع من الارض كرؤوس الجبال والتلال.
(وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) فهم عتاة غلاظ أصحاب قوة. (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ). ويذكرهم نعمة الله عليهم بما يستمتعون به (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) ..
وهكذا يذكرهم بالمنعم والنعمة على وجه الاجمال اولا ثم يليهم بالتفصيل لنعم الله عزوجل عليهم.
(إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ). ولكن هذه التذكرة لا تصل الى تلك القلوب الفظة الغليظة.) (قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) فما يعنينا. ان تعظ وهو تعبير فيه استهانة وجفوة. يتبعه ما يظهر التحجر والتبلد (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ. وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ). (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ) وفي كلمتين اثنتين ينتهي طغيان الباطل ويهلك القوم الجبارين. وكم من أمة بعد عاد قد رأت ما صنع الله بمن تقدمها لما طغوا وتجبروا. ولم يعتبروا بمن تقدمهم حتى فعلوا كفعلهم وحتى أهلكهم الله عزوجل كما أهلك من تقدمهم وهكذا حتى عصرنا وما يتبعه.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلا