تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩))
البيان : انها ذات الدعوة. بألفاظها يدعوها كل رسول. ويوحد القرآن. عن قصد بين ألفاظها ومعانيها التي يلقيها كل رسول على قومه للدلالة على وحدة الرسالة. جوهرا ومنهجا. في أصلها الواحد. الذي تقوم عليه. وهو الايمان بالله وتقواه. وطاعة الرسول الذي أرسله الله عزوجل من عنده لتبليغ شرايعه واحكامه الى خلقه. ثم يبين بعض خصائص قومه. (انهم كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال بين الحجاز والشام).
(وقد مر النبي ص وآله بدورهم المدمرة مع اصحابه في غزوة تبوك) فجعل صالح (ع) يخوف قومه ويذكرهم لعلهم يتذكرون (أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً).
وفي هذا القول لمسات توقظ القلوب الحية. وتنبه القلوب الغافلة ولكنهم لا يتدبرون شيئا مما يسمعون. وبعد ان يلمس قلوبهم هذه اللمسات الموقظة. يناديهم الى تقوى الله المنعم عليهم (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ. وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) ولكن هذه اللمسات وهذه النداءات لا تصل الى تلك القلوب المغلقة الجافة (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) أنت سحرت عقولنا وأنت مجنون (فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) وكانت البشرية جيلا بعد جيل تطلب المعجزة الخارقة من رسولها. حتى تدل على صدقه أنه مرسل من عند الله تعالى. وقد اعطى الله رسوله صالح هذه الخارقة في صورة ناقة. وقد فصلنا كيفية وجود الناقة في الجزء الاول (ما ذا في التاريخ فراجع) (قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ) لقد جاءهم بالناقة على أن تشرب ماءهم بكامله يوما. وتترك لهم الماء