يوما. ومن الظريف أنهم يحلبون هذا الماء من الناقة لبنا لذيذا صافيا ينتفعون به. فلا يذهب جزافا. ولكنهم أبوا ذلك (فعقروها فاصبحوا نادمين واقتسئموا لحمها باجمعهم فالذي عقرها واحد. ولكن لما عموه بالرضى عمهم الله بالبلاء والتدمير والهلاك المبين. (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً). وهذا البلاء العام يجري في كل امة رضيت بفعل اهل ضلالها.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥))
البيان : تجيىء قصة لوط (ع) هنا. ومكانها التاريخي كان مع قصة أبراهيم (ع) ولكن السياق التاريخي ليس ملحوظا في هذه السورة انما الملحوظ وحدة الرسالة والعقيدة والاسلوب الموحد من جميع رسل الله عزوجل. ومنها عاقبة التكذيب. ونجاة الذين آمنوا واطاعوا ربهم.
ويبدأ لوط بما بدأ به. نوح. وهود. وصالح. فيستنكر استهتار قومه. ويستجيش في قلوبهم وجدان التقوى. ويدعوهم الى الايمان والطاعة. ويطمئنهم الى انه لن يفجعهم في شيء من أموالهم مقابل هدايتهم. ثم يواجههم باستنكار جريمتهم الشاذة التي ليس لها مثيل سابق في التاريخ (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) والخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط (وقد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الاردن)