له شركاء من مخلوقاته لا تملك لانفسها ضرا ولا نفعا. ولا موتا ولا حياة. (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ...) .. (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) (تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) كل ذلك تذكير لهم (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ...) وبدء الخلق حقيقة واقعة لا يملك أحد انكارها. ولا يمكن لأحد تعليلها بغير وجود الله ووحدانيته. وقد باءت بالفشل كل محاولة للتعليل في وجود هذا الكون بغير الاقرار بوجود الله الموجود بذاته. لان آثار صنعته واتقانها ملجئة للاقرار بوحدانيته. فعليها آثار التقدير الواحد وفيها التناسق المطلق الدال على وحدانية خالقها ومنظمها ومديرها. (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ .. قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وأنّى لهم وجود أدنى دليل أو برهان فهم عاجزون. وهذا مسلك القرآن المجيد (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) والايمان بالغيب. البعث والحشر والجزاء. عنصر أصيل في العقيدة. فلا يستقيم منهجها في الحياة الا به. فلا بد من عالم مرتقب يكمل فيه الجزاء ويتناسق فيه العمل والاجر. ويتعلق به القلب ويدفع صاحبه الى فعل الخير والابتعاد عن الشر. وهو نص قاطع لا تبقى بعده دعوى لمدّع. ولا يبقى معه مجال للوهم والخيال (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ينفي عنهم العلم بموعد البعث في أغمض صوره. وهو الشعور. فهم لا يعلمون بهذا الموعد يقينا. ولا يشعرون به حين يقترب شعورا. فذلك من الغيب الذي يقرر أن لا احد يعلمه الا الله العليم الخبير.
(بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (٦٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٦٩) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي