الفريقان في أحاديث متفرّقة في الأبواب.
قوله ـ عليهالسلام ـ : «فأنزل الله عليه القواعد من الجنّة ...» إلى آخره ، نزول القواعد ـ وهي أحجار أرضيّة وأجسام طبيعية مادّيّة ـ من الجنّة له نظائر كثيرة واردة فيها.
وقد روى العيّاشي عن الثوري عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ قال : «سألته عن الحجر ، فقال : نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة : الحجر الأسود استودعه إبراهيم ، ومقام إبراهيم ، وحجر بني إسرائيل. قال أبو جعفر ـ عليهالسلام ـ : إنّ الله استودع إبراهيم الحجر وكان أشد بياضا من القراطيس ، فاسودّ من خطايا بني آدم. (١) ...» الخبر.
بل على المقابلة ورد في بعض الأشياء : أنّه من جهنّم ومن فورة الجحيم ، من الأغذية والنبات والإنسان ، وطينة المؤمن والكافر ، وبعض المياه والأنهار ، ومن هذا الباب ما ورد : أنّ جنّة الدنيا في بعض الأماكن ونارها في آخر ، (٢) وأنّ القبر إمّا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النار ، (٣) هذا.
وقد ورد في القرآن نزول جميع الأشياء من عنده تعالى ؛ حيث قال : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (٤) وورد بالخصوص في الأنعام ، قال : (مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) (٥) وفي الحديد قال سبحانه : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) (٦)
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ٥٩ ، الحديث : ٩٣ ؛ بحار الأنوار ٩٦ : ٢٢٧ ، الحديث : ٢٧ ، الباب : ٤٠.
(٢). الكافي ٣ : ٢٤٦ ، باب جنّة الدنيا ؛ تفسير القمي ١ : ٣٣٧ ؛ بحار الأنوار ١ : ٢٨٢ ، الباب : ٩.
(٣). الكافي ٣ : ٢٤٢ ، الحديث : ٢ ؛ الاختصاص : ٣٤٧ و ٣٥٩ ؛ إرشاد القلوب ١ : ٧٤ ؛ الأمالى للطوسي : ٢٧ ، الحديث : ٣١ ؛ الأمالي للمفيد : ٢٦٥ ، الحديث : ١ ؛ تفسير القمي ٢ : ٩٤.
(٤). الحجر (١٥) : ٢١.
(٥). الزمر (٣٩) : ٦.
(٦). الحديد (٥٧) : ٢٥.