جميع الامم الماضية؟! كلّا ، لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني الامّة التي وجبت لها دعوة إبراهيم : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ،) (١) وهم الامّة الوسطى ، وهم خير امّة اخرجت للناس». (٢)
أقول : وأمّا ما رواه في قرب الإسناد عن الصادق ـ عليهالسلام ـ عن آبائه ، عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «ممّا أعطى الله امّتي وفضّلهم على سائر الامم ، اعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلّا نبيّ ، ـ إلى أن قال ـ : وكان إذا بعث نبيّا جعله شهيدا على قومه ، وإنّ الله تبارك وتعالى جعل امّتى شهيدا على الخلق ؛ حيث يقول : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ...)» (٣) الحديث. (٤)
فهم الامّة التي سأل إبراهيم عصمتهم من الشرك ، فإنّما الحديث وارد في قوله تعالى : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) ، (٥) وقد مرّ معنى الامّة في الآية في دعوة إبراهيم ـ عليهالسلام ـ.
على أنّا نقول : إنّ الشهادة على الناس مطلقة في الآية ، وقد تكرّر ذكرها في كلامه سبحانه ، قال : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٦) وقال : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ
__________________
(١). آل عمران (٣) : ١١٠.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ٦٣ ، الحديث : ١١٤.
(٣). الحج (٢٢) : ٧٨.
(٤). قرب الاسناد : ٤١.
(٥). الحج (٢٢) : ٧٨.
(٦). النساء (٤) : ٤١.