الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)، (١) وقوله لرسوله محمّد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في ستّة مواضع ، أو سبعة من كلامه : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، (٢) وهؤلاء من عباده المخلصين بنصّ القرآن ، وإلّا ما حكاه عن أهل الجنّة في مواضع من كلامه ، كقوله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)، (٣) وهم مطهّرون من غلّ الصدور ولغو القول والتأثيم ، وأمّا غير هذه الموارد فهو سبحانه وإن حكى عن كثير من خلقه بل عن جميعهم الحمد له ، كقوله : (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، (٤) وقوله : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ)، (٥) وقوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)، (٦) إلّا أنّه سبحانه شفّع الحمد في جميعها بالتسبيح ، بل جعل التسبيح هو المحكيّ والحمد معه ، وذلك أنّ غيره سبحانه لا يحيطون بجمال أفعاله وكمالها لما لم يحيطوا بجمال صفاته الذي عنه جمال الفعل ، فما أحاطوا به من شيء فهو محدود بحدودهم مقدّر بقدر نيلهم ، فلا يستقيم ما أثنوه بثناء إلّا بعد أن يسبّحوه وينزّهوه عمّا حدّوه وقدّروه بأفهامهم ، وقد قال سبحانه : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ، (٧) فالذي يقتضيه أدب العبوديّة أن يقتصر من الثناء على ما يعلمه سبحانه من جمال فعله وصفته ، ويطوي كشحا عمّا دون ذلك ، كما في الحديث المتّفق عليه بين الفريقين عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله
__________________
(١). إبراهيم (١٤) : ٣٩.
(٢). الإسراء (١٧) : ١١١ ؛ النمل (٢٧) : ٥٩ ، ٩٣ ؛ المؤمنون (٢٣) : ٢٨ ؛ العنكبوت (٢٩) : ٦٣ ؛ لقمان (٣١) : ٢٥.
(٣). يونس (١٠) : ١٠.
(٤). الشورى (٤٢) : ٥.
(٥). الرعد (١٣) : ١٣.
(٦). الإسراء (١٧) : ٤٤.
(٧). البقرة (٢) : ٢١٦ و ٢٣٢ ؛ آل عمران (٣) : ٦٦ ؛ النور (٢٤) : ١٩.