الكفر والشرك والطغيان وغيرها كذلك. قال سبحانه : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١) أي لكلّ من أهل السعادة والشقاوة.
وثانيا : أنّ الصراط المستقيم كما أنّه المهيمن على جميع الطرق ، كذلك أصحابه الذين مكّنهم الله فيه أن جعل الله لهم الولاية يتولّون أمر التربية ، كما قال سبحانه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، (٢) والآية نازلة في أمير المؤمنين علي ـ عليهالسلام ـ بالأخبار المتواترة ، (٣) وهو ـ عليهالسلام ـ أوّل فاتح لهذا الباب من الامّة.
وثالثا : أنّ الهداية إلى الصراط يتعيّن معناها بحسب تعيّن معناه.
توضيح ذلك : أنّ الهداية هي الدلالة على ما في الصحاح (٤) وذكر أنّ تعديتها لمفعولين لغة أهل الحجاز ، وغيرهم يعدّونه إلى المفعول الثاني ب (إلى) ، وهو الظاهر.
وما قيل : إنّ الهداية إذا تعدّت إلى المفعول الثاني بنفسها فهي بمعنى الإيصال إلى المطلوب ، وإذا تعدّت ب (إلى) فبمعنى إراءة الطريق ، مستدلّا بقوله تعالى : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) ، (٥) حيث إنّ هدايته ـ صلىاللهعليهوآله ـ بمعنى إراءة الطريق ثابتة ، فالمنفي عنه هو الإيصال إلى المطلوب.
فيه : أنّ الآية مسوقة سوق نفي الحقيقة والاستقلال وإثبات الإذن والعرض ،
__________________
(١). الأحقاف (٤٦) : ١٩.
(٢). المائدة (٥) : ٥٥.
(٣). الكافي ١ : ٢٨٨ ، الحديث : ٣ ؛ و ٤٢٧ ، الحديث : ٧٧ ؛ الاحتجاج ١ : ٥٩ و ١٣٩ ؛ الإرشاد ٢ : ٥ ؛ كتاب الأربعين ، للماحوزي : ٩١ ؛ شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني ١ : ١٦١ ـ ١٨٤ ، الحديث : ٢١٦ ـ ٢٤١ ؛ تاريخ دمشق ٢ : ٤٠٩ ، الحديث : ٩٠٨ ـ ٩٠٩ ؛ الكشّاف ١ : ٦٤٩ ، وغيرها.
(٤). الصحاح ٦ : ٢٥٣٣.
(٥). القصص (٢٨) : ٥٦.