والمعاني جبّل عليها الإنسان في حياته المدنيّة على ما قرّر في محلّه.
وبالجملة ، فالسير على صراط العبادة ـ مثلا ـ سير بالحقيقة في صراط بالحقيقة وإن خالف قطع الإنسان بأقدامه الصراط من أديم الأرض ، والسير في صراط المعرفة كذلك ، وكلّ منهما سير أيضا في إنسان ليس عنده غيره من أصحاب الصراط.
وقد عرفت أنّ المفهوم من كلامه سبحانه هو ذلك ، فافهم ذلك.
ومنها : ما في المعاني في معنى (صِراطَ الَّذِينَ)، عن عليّ ـ عليهالسلام ـ : أي قولوا : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك ، وهم الذين قال الله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (١). (٢)
ومنها : ما رواه الصدوق عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : قول الله في الحمد : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، يعني محمّدا وذرّيّته. (٣)
أقول : وهو من الجري ، ويمكن أن يكون النظر إلى كون صراطهم أكمل الصرط ، فهو من التفسير.
ومنها : ما في المعاني عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : شيعة عليّ الذين أنعمت عليهم بولاية عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ لم يغضب عليهم ولم يضلّوا. (٤)
__________________
(١). النساء (٤) : ٦٩.
(٢). معاني الأخبار : ٣٦ ، الحديث : ٩.
(٣). معاني الأخبار : ٣٦ ، الحديث : ٧.
(٤). معاني الأخبار : ٣٦ ، الحديث : ٨.