وأمثالها ـ أوصافا مبتذلة ، أو مفيدة لمجرّد تزيين اللفظ ، فتضطرب بذلك قريحتك في فهم كلامه سبحانه ؛ فتعطف الجميع على واد واحد ، وتأخذها هجاءا عامّيا وحديثا ساذجا سوقيّا! بل هي أوصاف كاشفة عن حقائق روحيّة ومقامات معنويّة ، في صراطي السعادة والشقاوة ، كلّ واحد منها في نفسه مبدأ لآثار خاصّة ، ومنشأ لأحكام مخصوصة معيّنة ، كما أنّ مراتب السّنّ وخصوصيّات القوى وأوضاع الخلقة ، كلّ منها منشأ لأحكام وآثار مخصوصة لا يمكننا أن نطلب واحدا منها من غير منشئه ومحتده ، ولئن تدبّرت في مواردها من كلامه سبحانه وأمعنت فيها ، وجدت صدق ما ادّعيناه.
ويتفرّع عليه : أنّ «اللام» في كثير من موارد الأوصاف للعهد.
قوله سبحانه : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ ...)
هذه الأوصاف الثلاثة جامعة لجميع موارد الفسق ، كما أنّ مقابلاتها لمقابلاته ، وقد تكرّر ذكر معانيها في كلامه تعالى في موارد ، وذلك أنّ للإنسان رابطة في نفسه مع ربّه ، ورابطة قريبة مع أرحامه وأقربائه ، ورابطة مع جميع الأرض ومن فيها ، فإذا أبقاها على ما تقضي به الفطرة من إبقائها وتحكيمها ، كان جاريا على ما هداه الله إليه بفطرته وبخلقته ، وإنّما يتذكّر أولو الألباب ، وإذا قطعها كان فاسقا خاسرا.
وفي بعض الأخبار : أنّ الآية في حقّ أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ وولايته ، (١) وهو إن صحّ فمن باب الجري.
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ٣٥ ؛ تفسير الإمام : ٢٠٦ ، الحديث : ٩٦ ؛ بحار الأنوار ٢٤ : ٣٩٢ ؛ ٩٠ : ١٤.