فى الوجود عاريا عن صور الخصوصيات المفردة كمفهوم الحيوان او غيره مثلا ووضع اللفظ له ـ واخرى بنحو آخر (١) من تصور معنى ملاصق مع صور
______________________________________________________
الملاحظة وكذا طبيعة اللفظ يحتاج الى آلة الملاحظة كما قيل كل ذلك باطل فلا يحتاج اليه اصلا بل يتصف الوضع والموضوع له بالكلية والعمومية من دون آلة اصلا كما عرفت هذا كله على ما عليه المشهور من القدماء من وضع اسماء الاجناس للطبيعة المطلقة فيصح تصور المعنى مستقلا بلا توسيط آلة ملاحظة فى البين لكن هذا القول مرمى بالضعف والمختار عند المحققين ان الموضوع له فيها هى الماهية المهملة المقسم للماهيات كما ذكرنا مفصلا فى باب المطلق والمقيد ويفهم الاطلاق والتقييد من باب تعدد الدال والمدلول كما لا يخفى ـ وعليه يحتاج الى توسيط آلة الملاحظة لما انه لا يمكن لحاظ الماهية المهملة مستقلا فى الذهن معراة عن خصوصية الاطلاق والتقييد لان كل ما يتصوره الانسان لا يخلو من كونه اما طبيعة مقيدة واما طبيعة مطلقة وعارية عن القيد والخصوصية ولا صورة ثالثة فى الذهن بين الواجد للقيد وفاقده بحيث كان له وجود مستقل فى الذهن قبالا للواجد والفاقد نسميها بالماهية المهملة فحينئذ فى مقام الوضع لهذا الجامع بين الطبيعة الواجدة للقيد والفاقدة لا بد من توسيط آلة الملاحظة فى البين مشيرا الى ذلك الجامع بين الواجد للقيد والفاقد الذى لا يكون له وجود فى الذهن الا فى ضمن الواحد او الفاقد كما هو واضح ولكن جهة عمومية آلة الملاحظة لا ترتبط بعمومية الوضع وخصوصيته فانه باعتبار عمومية الحكم باعتبار متعلق كما مر.
(١) النحو الثانى من الوضع عام والموضوع له عام واصلة من هداية المسترشدين ، ص ٢٨ ، ثانيها ان يتصور مفهوما عاما قابل الصدق على كثيرين ويضع اللفظ بازائه فيكون كل من الوضع والموضوع له عاما ـ الى ان قال ـ ص ٣٠ بان المعانى الكلية المأخوذة فى وضع الالفاظ المفروضة انما اخذت على وجه لا يمكن ارادتها من اللفظ الا حال وجودها فى ضمن الجزئيات من غير ان يكون شيء من تلك الجزئيات مما وضع اللفظ له انتهى فراجع عبارته المفصلة والمحقق الماتن قدسسره قام فى بيان هذا القسم من الوضع العام والموضوع له عام بان يتصور معنا عاما وهو الجامع بين الامور المختلفة ويشار به الى الجهة المشتركة والجامع المتحد مع الافراد المتصورة فى الذهن التى بها تمتاز افراد كل نوع عن افراد نوع آخر بنحو لا يكاد تحققه فى الذهن الا مع الخصوصية وبالوجود الضمنى لا المستقل فيجعل اللفظ بازاء تلك الجهة المشتركة بما هى مشتركة وموجودة فى الذهن بعين وجود الفرد والخصوصية فالموضوع له هو منشأ انتزاع هذا المفهوم العام المنتزع عن الافراد المتصورة فى