لا شبهة فى ان جهة وجود الطبيعى بما هو وجود السعى (١) محفوظة فى هذه الحصص (٢) والمراتب (٣) وهى (٤) الواحدة بالوحدة الذاتية المنتزع عنه (٥) جنسه وفصله (٦) ويترتب عليه الآثار المشتركة بل هو المنشا (٧) لانتزاع مفهوم واحد عن الافراد (٨) كيف ويستحيل (٩) انتزاعه من المتكثرات بما هى متكثرات
______________________________________________________
ملح وهكذا فصدق الوجود على جميع مراتبه سعة وضيقا على نحو سواء وترتب آثار نفس الوجود عليه كذلك مع ما لها من الاختلاف فى القيود والمكتنفات اقوى شاهد على ما ذكرنا فالوجود السعى متقدم فى الرتبة على الافراد والتشخصات لانه معروض للتشخصات ومكتنف بها نحو عروض الستر على المستور والحجاب على المحجوب واكتنافهما بهما واما الطبيعى فهو متاخر عنها كذلك لانه منتزع عنها وان شئت قلت ان تعرية الوجود عن التشخصات والمكتنفات تكون تارة فى الذهن فيسمى بالطبيعى ويكون متأخرا عن الوجودات العينية واخرى فى الخارج فيسمى بالوجود السعى ويكون حقيقة متأصلة متحققة فى العين متقدمة على التشخصات بالنظر العقلى متحدة معها بالنظر البدوى فبعد ما عرفت ذلك كله سيأتى الكلام فى بيان القسمين فانتظر.
(١) وهى الجهة المتحدة السارية فى جميع الافراد والمنتشر بين الافراد والملاصقة مع الخصوصيات.
(٢) اى الحصص المتكثرة الوجود فى الخارج.
(٣) اى المشككة.
(٤) وهى الجهة المتحدة والوجود السعى المتصفة بالوحدة الذاتية لا الوحدة العددية فمفهوم الانسان يوجد فى الخارج بنعت الكثرة وتنطبق على آلاف من المصاديق كل واحد منها جائز حقيقة تلك الماهية بتمام ذاتها نعم العقل بعد التجريد وحذف المميزات ينتزع عن مرتبة خاصة من الوجود المتحقق فى ضمن الوجودات الشخصية هذا العنوان وهو واحد بالوحدة الذاتية النوعية فلا تنافى الكثرة العددية فى وعاء الخارج.
(٥) اى الوجود السعى.
(٦) من الحيوانية والناطقية والصامتية ونحوها.
(٧) فيقال انسان او حيوان.
(٨) بانتزاع مفهوم واحد من المصاديق المتعددة يكشف عن تلك الجهة المتحدة اوّلا.
(٩) ثانيا يقول قدسسره يستحيل انتزاع مفهوم واحد عن المتكثرات لامتناع تأثير علتين مستقلتين فى معلول واحد إلّا ان يكون بينهما سنخية فيؤثر كل واحد فى ذلك المعلول