والظاهر أن قصة هذه التهمة وبيت القصيد فيها هو حديث عائشة القائل : من زعم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كتم شيئاً من كتاب الله ، فقد أعظم على الله الفرية . وقد رووه عنها وأكثروا من روايته .. وقصدهم به الرد على علي عليهالسلام وتكذيبه !
فقد كان علي عليهالسلام يقول إنه وارث علم النبي صلىاللهعليهوآله وإن عنده غير القرآن حديث النبي صلىاللهعليهوآله ومواريثه .. فعنده جامعة فيها كل ما يحتاج اليه الناس حتى أرش الخدش .
وكان يقول إن النبي صلىاللهعليهوآله قد أخبره بما سيحدث على عترته من بعده حتى هجومهم على بيته وإحراقه ، وإجباره على بيعتهم ، وأنه أمره في كل ذلك بأوامره ..
ونحن الشيعة نعتقد بكل ذلك ، وتروي مصادرنا ، بل ومصادر السنيين عن مقام علي عليهالسلام وقربه من النبي صلىاللهعليهوآله ومكانته عنده ، وشهاداته صلىاللهعليهوآله في حقه ما يوجب اليقين بأن النبي صلىاللهعليهوآله كان مأموراً من الله تعالى أن يعد علياً إعدادا خاصاً ، ويورثه علمه .. مضافاً الى ما أعطى الله علياً عليهالسلام من صفات ومؤهلات وإلهام ..
ونعتقد بأن علياً عليهالسلام طاهرٌ مطهر ، صادقٌ مصدق ، في كل ما يقوله ولو كان شهادةً لنفسه وعترته .
قال السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٢٦٠
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والواحدي ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، وابن النجاري ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي : إن الله أمرني أن أدنيك ، ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي وحقٌّ لك أن تعي . فنزلت هذه الآية : وتعيها أذن واعية . انتهى .
ثم ذكر السيوطي رواية أبي نعيم في الحلية وفيها : فأنت أذُنٌ واعيةٌ لعلمي . انتهى .
وإذا كان حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي صلىاللهعليهوآله وهو من أتباع علي عليهالسلام ، فإن علياً هو صاحب أسرار النبي صلىاللهعليهوآله وعلومه .
وقد روى الجميع أنه صلىاللهعليهوآله عهد اليه أن يقاتل على تأويل القرآن من بعده ، وأخبره أنه سيقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين !