مكة ، والنبي صلىاللهعليهوآله لم يرجع بعد الغدير الى مكة .. وقد جهلا أو تجاهلا أبطح المدينة المشهور !
ثم قالا : إن الرواية تدعي أن الآية نزلت في المدينة ، مع أن سورة المعارج مكية .. وقد تجاهلا أن جوَّ السورة الى الآية ٣٦ على الأقل مدني ، وأن هذا الحديث دليل على مدنيتها .
ثم لو صح كونها مكية ، فقد يتكرر نزول الآية لبيان تفسيرها أو تأويلها ، فتكون الحادثة تأويلاً لها . وقد روى المفسرون نزول آية ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) في عدة مواضع تسليةً لقلب الرسول صلىاللهعليهوآله .
فما المانع أن يكون تأويلها قد تحقق في ( عشيرة العذاب الواقع ) فتحقق في الأب النضز بن الحارث عندما قتله النبي صلىاللهعليهوآله في بدر ، ثم تحقق في الإبن جابر عندما قتله الله بحجر من السماء في أبطح المدينة ، وأن يكون جبرئيل عليهالسلام أكد الآية كلما تحقق تأويلها .
ثم من حق الباحث أن يقول لهما : لو سلمنا أن ذكر نزول الآية في الحادثة خطأ ، أو زيادة ، فما ذنب بقية الحديث ! ولماذا يردونه كله ولا يقتصرون على رد زيادته وهو نزول الآية بمناسبته ؟!
ـ وقد ناقش صاحب تفسيرالميزان ٦ / ٥٤ تضعيف صاحب المنار للحديث فقال :
وأنت ترى ما في كلامه من التحكم . أما قوله إن الرواية موضوعة وسورة المعارج هذه مكية ، فيعول في ذلك على ما في بعض الروايات عن ابن عباس وابن الزبير أن سورة المعارج نزلت بمكة ، وليت شعري ما هو المرجح لهذه الرواية على تلك الرواية ، والجميع آحاد .
سلمنا
أن سورة المعارج مكية كما ربما تؤيده مضامين معظم آياتها ، فما هو الدليل على أن جميع آياتها مكية ؟ فلتكن السورة مكية والآيتان خاصة غير مكيتين . كما أن سورتنا هذه أعني سورة المائدة مدنية نازلة في آخر عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد