(أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (١) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم صلّ على آل أبي أوفى (٢).
فلا وجه لمنع ذلك أو تكريهه بعد تصريح الله تعالى ورسوله بندبه بل وجوبه.
والتعلق بكونه شعارا له صلىاللهعليهوآلهوسلم مصادرة إذا لم يصر شعارا له إلّا بمنعهم إياه لغيره وأداؤه الىّ التهمة بالرفض لكونه شعارا لرفضه لا يقتضي منعه وإلّا لزمهم ترك العبادات لأنّها شعارهم ، وهل يجوز لعاقل منع ما تطابق العقل والنقل على رجحانه بسبب كونه شعار جماعة من المسلمين؟.
ما هذا إلّا محض عناد اقتضاه فرط النّصب لآل الرّسول صلوات الله عليه وعليهم كما يشهد به ترك ذكرهم معه صلىاللهعليهوآلهوسلم مع اعترافهم برجحانه.
ورووه عن «كعب الأحبار» حيث سأله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كيفية الصلاة عليه ، فقال : قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد ، الحديث (٣).
[٥٧] ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) بارتكاب ما لا يرضيان به من كفر ومعصية أو يؤذون رسوله ، وذكر الله تعظيما له وإيذانا بأن إيذاء رسوله إيذاء له تعالى ، ومن إيذائه إيذاء أهل بيته عليهمالسلام لقوله : «فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله» (٤).
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٥٧.
(٢) تفسير الكشّاف ٣ : ٥٥٨.
(٣) صحيح البخاري الجزء الرابع كتاب بدء الخلق / ١٤٦ و ١١ وجزء السادس كتاب التفسير / ١٢٠ ـ ١٢١ وصحيح مسلم ٢ / ١٦ كتاب الصلاة ، وروى احمد بن حنبل في كيفية الصلاة على النبي هذه العبارة في مسنده ج ١ ص ١٦٢ و ١٩٩ وج ٤ ص ١١٨ و ١١٩ و ٢٤١ و ٢٤٣ بثلاثة طرق و ٢٤٤ و ٢٧٣ ، وفي ج ٥ : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ و ٣٥٣ و ٣٧٤ و ٤٢٤.
(٤) للحديث عبارات شتى وله مصادر كثيرة منها : صحيح مسلم الجزء السابع / ١٤٠ ـ ١٤١ باب فضائل فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، صحيح البخاري الجزء الخامس / ٢٩ باب مناقب فاطمة عليهاالسلام ، وروى احمد بن حنبل بألفاظ مختلفة فممّا رواه بهذا اللفظ في المسند ج ٤ / ٥ ـ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٢٨ و ٣٣٢ وفي الفضائل برقم ٣٢٧ و ٣٢٨ و ٣٣٩ و ٣٣٤ و ٣٤٧ و ١٣٣٣.
وروى معناه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٥٤ و ١٥٨ و ١٥٩ وابو داود في السنن ٢ : ٢٢٦ ، والترمذي في صحيحه ٥ : ٦٩٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٢٣ والذهبي في سير اعلام النبلاء ٣ : ٣١٨ وابو نعيم في الحلية ٦ : ٤١ وغيرهم.