إنّ هدف النبي صلىاللهعليهوآله هدايتكم والإشراف على أعمالكم كما كان هدف موسى عليهالسلام هداية فرعون وأتباعه والإشراف على أعمالهم.
لم يكن جيش فرعون مانعاً من العذاب الإلهي ، ولم تكن سعة مملكتهم وأموالهم وثراؤهم سبباً لرفع هذا العذاب ، ففي النهاية اغرقوا في أمواج النيل المتلاطمة إذ أنّهم كانوا يتباهون بالنيل ، فبماذا تفكرون لأنفسكم وأنتم أقل عدّة وعدداً من فرعون وأتباعه وأضعف؟ وكيف تغترون بأموالكم وأعدادكم القليلة؟!
«الوبيل : من الوبل ويراد به المطر الشديد والثقيل ، وكذا يطلق على كل ما هو شديد وثقيل بالخصوص في العقوبات ، والآية تشير إلى شدّة العذاب النازل كالمطر.
ثم وجه الحديث إلى كفار عصر نبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ويحذرهم بقوله : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا).
في الآية الاخرى يبيّن وصفاً أدقّ لذلك اليوم المهول فيضيف : (السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً).
فما حيلة الإنسان الضعيف العاجز عندما يرى تفطر السماوات بعظمتها لشدّة ذلك اليوم؟!
وفي النهاية يشير القرآن إلى جميع التحذيرات والإنذارات السابقة فيقول تعالى : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ). إنّكم مخيرون في اختيار السبيل (فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيلاً). ولا فضيلة في اتّخاذ الطريق إلى الله بالإجبار والإكراه ، بل الفضيلة أن يختار الإنسان السبيل بنفسه وبمحض إرادته.
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٠)