التحجر في قوالب جامدة».
وهذا ما أثبته السيد المؤلف بأرقام لا تقبل الريب والتشكيك ، بالإضافة إلى بيان المراحل والأدوار التي مر بها الفقه ، فقد ذكر رواة أحاديث الأحكام عند الشيعة من عهد الامام علي (ع) الى عهد حفيده الصادق (ع) حسب تعاقب أزمانهم ومراتب عصورهم ، وبحث كيفية استخراج الأحكام الشرعية من مصادرها بحثا مستفيضا وافيا ، يعتمد على الوثائق الصحيحة ، والحجج الدامغة.
ولا بدع إذا أوفى المؤلف على الغاية فإنه الضليع المحيط بالمصادر والأقوال ، والأمين في النقل والحديث ، والقوي في الفقه وأصوله ، يحاكم ويفصل بنظره الرشيد السديد ، وإذا لاقى من الصعوبات ما أجهده وأعياه فلأن كتابه هذا أول كتاب في تاريخ الفقه الجعفري ، فلقد استخرج تاريخ الفقه من نفس الفقه ، ولم يستعن بكتاب في هذا الموضوع لأن قومه لم يؤلفوا فيه ، وحسبه هذا عذرا وجوابا لمن أراد أن يلاحظ وينتقد ان وجد ملاحظ ومنتقد.
ومهما يكن ، فاني على علم اليقين من رواج هذا السفر اليتيم ، وأنه سيترك أثرا ذا بال بين العلماء والقراء لأنه ـ كما قدمت ـ الكتاب الأول في فنه ، والسابق الى تاريخ هذا «الفقه» مع التحقيق والتدقيق. فجزى الله المؤلف عن الإسلام والأئمة الكرام جزاء العلماء العاملين