ومحاسنها ، فما عليه الكثيرات من النساء يخالف التشريع الإسلامي ولا يتفق مع تعاليمه وآدابه ولا يقره الدين بحال من الأحوال ، ولا مصدر له إلا تدهور الأخلاق وتجاهل القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية العالية.
لقد أدرك الاستعمار بأن العقيدة الإسلامية ومبادئ الإسلام يشكلان خطرا على نفوذه وسيطرته. فيما لو قدر للمسلمين ان يطبقوا نصوص الإسلام وتعاليمه ، فاتجه هو ودعاته إلى محاربة العقيدة الإسلامية وتوجيه المسلمين توجيها يصرفهم عن واقع دينهم ، ليبقي له نفوذه وسلطانه ما يسهل له طرق الاستغلال والاستثمار والسيطرة عليهم. لقد نادى بحرية المرأة ونادى بها الإسلام من قبل ، ولكن الإسلام نادى بها في حدود الصون والكرامة والعزة وأعطاها حقها كاملا غير منقوص وأمدها بكل أسباب القوة التي تهيئها لأداء مهمتها في الحياة. ونادى بها أعداء الإسلام في حدود الأزياء والألوان والشواطئ التي تجمع الرجال والنساء عراة من كل شيء إلا من الشهوات الجامحة والنفوس المريضة ، وعلى كل حال فالنصوص القرآنية فرضت على المرأة أن تلتزم جانب الحشمة ولا تجعل من نفسها فريسة لذوي الشهوات والغرائز الشرهة وسلكت بها الطريق الذي لا جور فيه ولا عدوان عليها ، فنهتها عن إبداء زينتها الا ما ظهر منها. وقد جاء في تفسيرها ان المراد بما ظهر منها هو الوجه والكفان وإليه ذهب جماعة من علمائنا (١) ، وصرحت بذلك بعض الروايات الصحيحة كصحيحة مسعدة بن زياد ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) وقد سئل عما تظهر المرأة من زينتها قال : الوجه والكفان ، ويؤيد ذلك قوله سبحانه : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى
__________________
(١) قال في الجواهر : لأنهما المراد مما ظهر منها كما اعترف به غير واحد.