الصحابة حتى العصور المتأخرة ونظرياتهم في الفقه وما دونوه في العصر الذي فيه بدأ الرواة والفقهاء بالتدوين ، وكيف تطور وانتقل من دور يغلب فيه التقليد والتبعية إلى دور المحاكمة ، الى غير ذلك من المواضيع التي تتصل بهذا الموضوع مباشرة.
لذلك كنت اتهيب هذا الموضوع مخافة أن لا أوفيه حقه ، وفيما أنا أتقدم إليه تارة واتأخر عنه أخرى قرأت كتبا في تاريخ الفقه الإسلامي لجماعة من أعلام أهل السنة تناولوا فيها التشريع الإسلامي من بدايته الى مراحل نموه وتطوره والأصول التي كان يرتكز عليها في جميع أدواره ، وعدد من الفقهاء والرواة الذين تصدروا للإفتاء ونقل الحديث في عصري الصحابة والتابعين ، ولم يرد فيما كتبوه ما يستوحي منه القارئ عن الشيعة شيئا بالنسبة لغيرهم.
لقد ذهب الخضري في تاريخ التشريع الإسلامي (ص ١٦٩) الى أن غلوهم في تأييد علي وأهل بيته جرهم إلى رواية كثير من الأحاديث لا يشك الجمهور انها مكذوبة على رسول الله ، ومن أجل ذلك توقفوا في أن يقبلوا رواية لكل متشيع أو داع الى التشيع ، وفي صفحة ٢٦٣ وما بعدها امتدح الزيدية وعاب على الشيعة بعض آرائهم الفقهية.
وقد ذكرهم الدكتور محمد يوسف في كتابه الفقه الإسلامي بصورة خاطفة وانتهى الى النتيجة التالية : (ان المؤلفين الثقات من أهل السنة الذين عنوا بالتراجم وأحوال الرجال أغفلوا الكثير من رجال الشيعة ، وكثير من هؤلاء الذين يذكرونهم يصفونهم بالكذب والوضع ونحو ذلك مما يوحى بعدم الثقة بهم).
لذلك وبعد ترجيح سماحة الشيخ أيده الله عزمت على الكتابة في هذا الموضوع متكلا على الله سبحانه ، راجيا منه أن يلهمني الصواب